10 يُونْيُو ( يُونِيَه) 2023
عربي Türkçe
اختيار اللغة:

الكتّاب

رجب أكمكجي

 - عملية عفرين المتوقعة
17-01-2018 16:07
عندما تقوم تركيا برفض الأدوار المكلفة من طرف أمريكا ويتخذ موقفا معاديا من ذلك، حفاظاً على مصالحها الوطنية  وعلى أهداف العالم الإسلامي والتركي، فإن أمريكا تقوم بالإجراءات والتصريحات من أجل إرغام تركيا للقبول بها. وعليه فإن تركيا تحارب في سوريا ضد داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابية من طرف ومن طرف آخر تحارب ضد حلفائها التي تربطهم صلة منذ ستين عاماً.

 

قالت الولايات المتحدة الامريكية بأنهم سيشكلون جيشا من الإرهابيين قوامها 30 ألف مسلح بعد إمدادهم بآلاف الشاحناتمن الاسلحة، وهذا يمكن تفسيره بأن الولايات المتحدة الامريكية قد صرفت النظر عن تركيا.

 

وقد اثبت تركيا بأدائها العسكري في محاربتها لداعش والجماعات الإرهابية المماثلة في سوريا منذ بداية عملية درع الفرات على عزمها وصلابتها في محاربة الإرهاب.

 

خطة عملية عفرين المتوقعة قد بدأت مع عملية درع الفرات.

 

إن عملية إقناع القوى الأخرى داخل سوريا كانت هي المعرقل الرئيسي. وخلال هذه الفترة استطاعت تركيا من إنشاء نقاط المراقبة في إدلب التي تقع في الجزء الجنوبي من عفرين.

 

في البداية تم قطع الاتصال بين المناطق وبعدها تم تحريك قطعات درع الفرات من مناطقها وبتكثيف عناصر الجيش السوري الحر، أصبحت عفرين محاصرة من ثلاث جهات.

 

قامت تركيا بإنشاء جدار عازل على حدودها مع عفرين وأرسلت قوات جديدة إلى المنطقة لزيادة أمنها الحدودي، وقبل العملية بدأت المدفعية بقصفها للمواقع، وأخيراً من المتوقع إنسحاب جنود الروس من المنطقة.

 

وهكذا فإن المرحلة الأولى من العملية قد نفذت بنجاح كبير، أما المرحلة التالية فمن المحتمل ان تكون هناك استهداف مباشر لمواقع "بي كا كا" الارهاربية في عفرين.

 

هناك مسألة، هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لتركيا لأنه لا يمكن أن يكون هناك تعايش سلمي في الحدود التركية مع وجود قوات " بي كا كا" الإرهابية. وإذا لم يتم التدخل فعندها ستكون منظمة "بي كا كا" المنتجة للإرهاب في حدودنا، هذه المنظمة التي نقاتلها منذ سنوات عديدة. وستصبح قاعدة لوجستية للقيام بالهجمات الإرهابية الجديدة على تركيا. إن عدم استقرار الأمن في الحدود السورية سيشكل تهديداً مستمراً على الأمن التركي. إن هذا الوضع الحالي بقدر ما يثير من المخاطر الأمنية فإنه يعبر أيضاً عن عدم تقدير حساسية أنقرة تجاه هذه المسألة. وإن عدم الإكتراث لإعتراضات حليفهم التركي ضمن سياسة الإستخفاف، لم يترك لهم أي خيار سوى التدخل العسكري.

 

إن العملية التي ستنفذ في عفرين بعد عملية درع الفرات في إدلب، ستحجب عناصر "بي كا كا" الإرهابية من هدف الوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وبهذا سيتم القضاء على أطماع حزب الإتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب الإرهابية في شرق البحر الأبيض المتوسط من جهة ومن جهة أخرى سيتم القضاء على تهديد عفرين وذلك بجعله كجزيرة فاصلة بين تركيا ومناطق نفوذهم. وبعد هذه العملية ستكون تركيا ثالث أكبر دولة من حيث النفوذ في الأراضي السورية وستعزز من مكانتها في الإتفاقيات اللاحقة.

 

مقالات أخرى
الأكثر قراءة
الكتاب