لاتزال حملة القصف الجوي والبري والبحري الذي يشنها التحالف العربي ضد قوات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح مستمرةً بهدف إعادة الشرعية للرئيس هادي، علماً أن عشرات الغارات التي نفذتها طائرات التحالف العربي كانت عشوائية، وتسببت في مقتل وإصابة آلاف المدنيين. تُعدُّ هذه الحملة انتهاكاً صارخاً لقوانين الحرب لأن قوات التحالف العربي استخدمت قنابل عنقودية محرمة دولياً
[15]، كما تشير التقارير إلى أن 60
% من القتلى المدنيين قد قتلوا بطيران التحالف العربي
[16]. وفي ظل استمرار استهداف التحالف العربي للمدنيين اليمنيين برزت العديد من ردود الأفعال الدولية على غارات طيران التحالف الأخيرة بقيادة السعودية التي أدت إلى مقتل المدنيين قبل أسابيع في صنعاء ومحافظة حجة. ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في استهدف التحالف االعربي للمدنيين في اليمن
[17]. غير أن المملكة العربية السعودية صرحت عبر سفيرها في جنيف أن الوقت غير مناسبٍ للتحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن
[18]. ويشير التهرب السعودي من البدء في التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن إلى أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية متورطٌ بشكلٍ مباشرٍ في معظم الانتهاكات التي وقعت عبر الغارات التي شنتها طائراته ضد المدنيين الأبرياء في العديد من المحافظات اليمنية. وقامت الأمم المتحدة بإدراج التحالف العسكري التي تقوده السعودية في اليمن في القائمة السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق المدنيين أثناء الصراعات، وذلك بسبب استخدام التحالف العربي القوة المفرطة التي أدت إلى قتل وإصابة مئات الأطفال اليمنيين، كما صرحت الأمم المتحدة أن طيران التحالف العربي يتسبب في تدمير العديد من المدارس والمرافق الصحية
[19]، ولكن نظراً للضغوطات التي قامت بها المملكة العربية السعودية على الأمم المتحدة تم شطب اسم التحالف العربي من القائمة السوداء في تقرير الأمم المتحدة السنوي عن الأطفال والصراع المسلح الذي غطى عام 2015
[20]. من المتوقع أن يزداد استهداف المدنيين الأبرياء في ظل استمرار التحالف العربي لعملياته العسكرية في اليمن دون رقابة دولية، لذا يجب تشكيل لجنة تحقيق دولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن في أسرع وقتٍ ممكنٍ، وأخذ التدابير اللازمة التي من شأنها حماية المدنيين من القصف سواء من قبل الأطراف المحلية المتناحرة أو من قبل قوات التحالف العربي التي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.
[1]طالب دكتوراة وباحث زائر متخصص في الصراع السعودي الإيراني، جامعة صقاريا معهد الشرق الأوسط.
[2]أحمد محمد الدغشي
، الحوثيون ومستقبلهم العسكري والسياسي والتربوي، الطبعة الأولى، قطر، الدوحة، 2013، ص 31-32.
[3]"ماذا يعني سقوط صنعاء بيد الحوثيين"، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، قطر، الدوحة، سبتمبر/ أيلول 2014، ص2.
[4]"بعد عاصمة القبائل عمران هل يسعى الحوثيون للسيطرة على على صنعاء؟"، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، قطر، الدوحة، يوليو/ تموز 2014، ص 3.
[5]محمد جميح، المشهد اليمني بعد سقوط صنعاء
، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، قطر، الدوحة، أكتوبر/ تشرين الأول 2014، ص 2.
[6]طلال زيد العازمي، السياسة الخارجية الكويتية تجاة العراق بعد العزو الأمريكي 2003، العدد 427، مركز دراسات الوحدة العربية، مجلة المستقبل العربي، سبتمبر/ أيلول 2014، ص88.
[7]يوسف الديني، عاصفة الحزم لسيت حرباً بل ردع، العدد 1606، مجلة المجلة، ابريل/ نيسان 2015، ص 12.
[8]"القوات القطرية المشاركة في التحالف العربي تصل الدوحة" الجزيرة نت، بتاريخ 08/06/2017، للمزيد انظر الرابط: